والآية الكريمة التى نحن بصددها تشير الى انه كما ان البشر ينقسمون الى اعراق مختلفة، يمثل كل عرق منها بأمة من الامم، وتنتهى امم البشر جميعهم الى اصل واحد، فكذلك كل نوع من انواع الاحياء، ينقسم الى عدد من الجماعات او الامم التى تنتمى الى اصل واحد، مما يؤكد تعدد النوع الواحد الى جماعات او امم شتى، وعلى استقلالية كل نوع من انواع الاحياء عن غيره من الانواع، وان كان هناك قدر من التشابه فى البناء يشير الى وحدانية الخالق ( سبحانه وتعالى) فجميع الخلق من الذرة الى المجموعة الشمسية الى المجرة، ومن الخلية الحية المفردة الى جسد الانسان – كل ذلك مبني على نسق واحد، ونظام واحد. الدلالات العلمية للآية القرآنية:
تنتظم الكائنات الحية فى مجموعات يختص كل منها بصفات تكوينية ووظيفية او طبائع مميزة، وفى الآية الكريمة ( الانعام 38) تنبيه الى تباين صور المخلوقات وطرائق معيشتها فكما ان الانسان نوع له خصائصه فكذلك سائر انواع الاحياء، وهذا ما يكشفه علم التصنيف.
تصنيف الكائنات الحية:
يقدر العلماء عدد أنواع المخلوقات الحية بأكثر من 2.5 مليون نوع وبعض العلماء قرر أنه ربما يكون هناك أكثر من 20 مليون نوع غير معروفة ويكتشف العلماء منها سنوياً قرابة 15000 نوع. قال تعالى: (( ويخلق ما لا تعلمون )).
* تختلف المخلوقات الحية من حيث:
1- التركيب:
فبعضها بسيط يتكون من خلية واحدة مثل الأميبا والبكتريا، والآخر يتكون من عدد كبير من الخلايا مثل الإنسان والأشجار.
2- الحجم:
فبعضها لا يرى إلا بالمجهر مثل البكتريا والآخر كبير جداً مثل الحوت الذي قد يصل طوله إلى 30متراً وأشجار الصنوبريات التي قد يصل طولها إلى أكثر من 100متر مثل شجر الخشب الأحمر. كما أن بعضها يعيش على اليابسة أو في الماء أو يطير في الهواء.
**** التنوع في المخلوقات دفع العلماء للبحث عن طريقة لتصنيفها.
التصنيف:
هو تقسيم المخلوقات الحية إلى مجموعات حسب درجة التشابه في الشكل أو التراكيب أو الوظائف بين أفراد كل مجموعة.
** تصنيف الانسان للاشياء والمخلوقات الحية هو تصنيف مبنى على الملاحظة والتجربة.
تاريخ علم التصنيف
1- (التصنيف القديم )
* قام الإنسان بدراسة المخلوقات وصنفها حسب أهميتها الاقتصادية إلى مفيدة وعديمة الفائدة. وكان العالم اليوناني أرسطو (350 قبل الميلاد) وتلميذه ثيوفراستس أول من قام بتصنيف مفصل للمخلوقات الحية فصنفا النباتات إلى أشجار وشجيرات وأعشاب والحيوانات إلى مائية وبرية وطائرة. (هذا التصنيف مبني على الملاحظة).
* المسلمون نقلوا علوم اليونان وأضافوا إليها ونقدوها.
.* ويعتبر المسلمون أول من جعل للتركيب والوظيفة أهمية في علم التصنيف.
* أبو منصور ألف كتاباً ضمنه خواص النباتات الطبيعية، وابن سيناء ألف كتاباً عن خواص النباتات الطبية أيضاً وقد ترجم كتابه إلى لغات أكثر من 20 مرة، وابن البيطار ألف كتابين هما (الجامع) و(المغني) شرح فيهما نباتات بيئته ووصف أشكالها وفوائدها، والجاحظ ألف كتاب (الحيوان) سنة 233هـ وفيه أجناس الحيوان وبيئته وسلوكه.
* ويعتبر الغساني أول من بحث في اسس تصنيف النباتات كما ورد في كتابه (حديقة الأزهار في ماهية العشب والعقار ).
*وبقيت الأمور على هذا النحو حتى القرن الـ 17م حيث حاول العالم الإنجليزي (راي) أن يقوم بأول تصنيف علمى ولكنه لم يوفق.
* وفي منتصف القرن الـ 18م جاء العالم النباتي السويدي (كارلوس لينيوس( ووضع نظاماً عالمياً للتصنيف. ويذكر أن لينوس جمع مجموعة من النباتات وصنفها في مجموعات وقد قامت بلدية مدينة أبسالا بالحفاظ على هذه الحديقة وزرعت النباتات نفسها حسب ترتيب لينيوس.
2- التصنيف الحديث
اكتشف لوفنهوك المخلوقات الحية الدقيقة. ووجد أن عدداً من هذه المخلوقات يحتوي على صفات حيوانية ونباتية مثل اليوجلينا فاعتبرها علماء الحيوان حيواناً لكونها تتحرك كالحيوانات واعتبرها علماء النبات نباتاًُ لأنها ذاتية التغذية.
* في عام 1969م اقترح العالم وايتكر نظاماً حديثاً في التصنيف حيث صنف المخلوقات في 5 ممالك وقد اعتمد هذا التصنيف على الصفات الخلوية وصفات النواة وصفات ونتائج الدراسات البيوكيميائية والدراسات الوراثة ودراسات المجهر الإلكتروني.
ممالك الحياه المعروفه لنا خمسا كما يلي:
(1) مملكه البدائيات (Kingdom Monera) وتشمل كلا من الفيروسات والبكتريا والطحالب الخضراء المزرقه, وهي غالبا وحيده الخليه, والخليه منها ليست لها نواه محدده
(2) مملكه الطلائعيات(Kingdom Protista) وتشمل الاوليات وبقيه الطحالب وهي وحيده الخليه وخليتها لها نواه محدده.
(3) مملكه الفطريات اوالفطور(Kingdom Fungi) وتشمل كلا من الفطريات الغرويه, والفطريات الحقيقيه, والفطريات الطحلبيه والاشنات, وقد تكون وحيده الخليه او عباره عن تجمعات خلويه, ولكل خليه من خلاياها نواه محدده. وتختلف الفطريات عن النباتات في خلوها من الصبغه الخضراء ولذلك تعتمد في غذائها علي غيرها من الكائنات الحيه والمواد العضويه المتحلله, ولذلك فمنها الفطريات الرميه التي تعيش علي الجيف الميته وبقايا النباتات المتحلله, والفطريات الطفيليه التي تعيش علي حساب غيرها من الكائنات الحيه.
(4) مملكه النبات (Kingdom Plantae) وتشمل كائنات عديده الخلايا, ولكل خليه منها نواه محدده, والخلايا متخصصه في انسجه واعضاء, وتحمل الصبغات النباتيه التي تمكنها من القيام بعمليه التمثيل الكربوني لاعداد غذائها, والخليه جدارها غير حي, والنبات غالبا مثبت بالتربه
(5) المملكه الحيوانية (Kingdom Animalia) وتشمل كائنات حيه, عديده الخلايا, ولكل خليه نواه محدده, وجدار حي, وهي كائنات قادرة علي الحركه الذاتيه والتغذي علي غيرها من النباتات أو الحيوانات.
أسس تصنيف المخلوقات الحية:
1- الصفات النووية.
2- النواحي التشريحية وتركيب الخلايا.
3 - الصفات الخلوية.
4- نتيجة الدراسات الوراثية ودراسات المجهر الإلكتروني.
5- التشابه التركيبي.
6- تشابه أعضاء التكاثر.
7- طرق التغذية: وهي ذاتية وغير ذاتية.
* وتشترك الكائنات الحية فيما بينها بخصائص ومميزات تختلف بها عن غيرها من المخلوقات الأخرى, ويمكن تلخيص هذه الخصائص والمميزات بالنقاط التالية:
1 ـ تعد الخلية هي الوحدة التركيبية والوظيفية للكائن الحي أكان هذا الكائن عبارة عن خلية واحدة قائمة بذاتها، أو على مستوى الأعضاء كالنباتات الراقية أو على مستوى الأجهزة مثل الحيوانات الراقية والإنسان.
2 ـ تقوم الكائنات الحية بالتنفس، والتنفس ظاهرة حيوية يتم من خلالها إنتاج الطاقة اللازمة للمحافظة على الحرارة، ولإتمام العمليات الحيوية المختلفة.
3 ـ تمتلك الكائنات الحية القدرة على النمو، والنمو هو زيادة غير عكسية في الحجم مصحوب غالباً بزيادة الحجم، وهو المحصلة الموجبة لعمليتي البناء والهدم, وعادة ما يكون النمو مصحوباً بتغير الشكل أو ما يسمى بالتميز.
4 ـ تقوم الكائنات الحية بعملية الإخراج، وعملية الإخراج هي التخلص من الفضلات والمواد السامة الناتجة من تفاعلات التحولات الغذائية المختلفة إلى خارج مسرح التفاعلات الكيموحيوية داخل جسم الكائن الحى.
5 ـ قدرة الكائن الحى على الإحساس، والإحساس شعور الكائن الحى بالمؤثرات والمنبهات المحيطة به, ويصاحب هذه العملية قدرة الكائن الحى على الاستجابة أو الرد على هذه المؤثرات بما يتناسب سلباً أو ايجاباً.
6 ـ قدرة الكائن الحى على التكيف مع البيئة المحيطة التي يوجد فيها لكي يحقق أقصى كفاءة لتبادل المادة والطاقة بينه وبينها, ويتم التكيف بواسطة تغيير التركيب الخارجي أو الداخلي أو تغير في السلوك.
7 ـ قدرة الكائن الحى على التكاثر وتكرار الذات، بحيث يستطيع إنتاج أفراد جديدة تحمل صفات مميزة للنوع بهدف البقاء, وقد يقوم بهذه العملية فرد واحد، مثل ما يحدث أثناء انقسام خلية البكتريا، وما يحدث عند تجزئة النباتات والحيوانات الدنيا تكاثر لا جنسي , وقد يتم التكاثر وتكرار الذات من قبل فردين: ذكر وأنثى، ويتم