كنت فى العديد من المرات
كاتب لمقال
قارئ لمقال
ناقد لمقال
تمنيت يوما ان اكون مخرجا لاحد مقالاتى
او مقالات الاخرين
تمنيت ان اكون مخرجا ايضا لاحد الافلام التى اراها على شاشه التلفاز
قلبى كاد يحترق من ان ينتهى الفيلم بموت البطل
او بنهايه مؤلمه
فتمنيت ان اكون المخرج باى وسيله وباى تمن
كيف لا اعرف
وانتظرت اليوم الذى اكون فيه مخرجا
لاننى كنت اظن اننى استطيع ان اخرج اى شئ يقع فى يدى
ولكن
وجد هذا الجمله مكتوبه على احد الجدران
وكعادتى لم تمر عليه تلك الكلمه مر الكرام
وفكرت بها
واردت ان اخرجها واكون لاول مره مخرجا
ولكن للاسف الشديد
فشلت فى المره الاولى لى للاخراج
لماذا
لا اعرف
ولكن كل الذى اعرفه
كيف اصور هموم الحياه
هل اصور هذا الشاب الذى تغرب بالخمس سنوات وجاء الى اولاده ليبتلعه البحر غرقا فى عباره الموت المشئومه
ام هل اصور هؤلاء الشباب الذين سافرو للعمل لانهم وجدو انفسهم هنا لا شئ فقرارو ان يكونو شئ فابتلعهم البحر وياتى المفتى ليقول انهم ليسو شهداء
ام الصور تلك الام التى لديها بالخمس اولاد ولا تملك لهم رغيف عيش واحد
ام اصور هذا الاب الذى يقطع ابنه امامه ويشوى على النار ليجبر بان ياكله
ام اصور حال الشباب المصرى الطعم ابو حظاظه وسلسله
ام اصور حال الفلاح ال يمكث بالاربع وعشرين ساعه فى الغيط لياتى بعشره جنيه ويكون فى قمه الانبساط بها
ام اصور هذا الشاب ابن البيه ال انا وانا معدى الطريق للكليه عايز يدسنى بعربيه ال خلفوه عشان قال ايه مستعجل
ام اصور الالف المرضى على اسره المرض
ام اصور نفسى التى بين جنبى
ام الثامنيه وعشرين الف مصرى الذين يطلبون الجنسيه الاسرائيليه
ام اصور
ماذا وماذا وماذا
جلست مع نفسى
وقررت ان اكتب اعتذار لنفسى عن هذا الفيلم
لاننى بكل صراحه لا استطيع ان اخرجه
كتبت اعتذارى لنفسى فى جمله واحده
اذا وجدت فى نفسك مخرجا رائع
فانا انتظر اخراجك
لفيلم هموم الحياه
انتظرك
الى متى سترحل عنى همومى واحزانى انها شديدة القسووة وهذا اختبار من ربى وانا منتظر الفرج لانى لم يوجد من اشكى لة حزنى الا الله